هل من الصعب إيجاد صديق مخلص؟ : 23-07-2010

قد يبدو العثور على صديق مناسب ومتوافق مع طباع صاحبه أمرا صعبا للوهلة الأولى، إذ أنّ الصداقة يمكن أن تكون عبر المراسلة إلى المجلات الشبابية أو من خلال التعارف عبر الانترنت كما هو الحال الآن مع الدردشة، فيتطلب بناؤها تفاهما وتقاربا ووقتا مما يغدو معها وجود صديقًا مناسبًا ممكنا وليس مستحيلا، لأن صعوبة وجود صديق لا تكمن فيه بقدر ما تكمن فينا ، إن افتقاد الصديق لا يعود إلى فقدان القدرة على الاختيار وإنما يعني انتفاء القدرة على تقبّل الآخر كما هو، بتقبّل مبادرتهم نحونا وتقربهم منّا. وعندما يقوم أحدنا بذلك بكل شجاعة يصبح قادرا على تخطي أزماته وعزلته ويصبح صديقا لنفسه، راضيا على ذاته، يمهد الطريق لمد جسور علاقات الصحبة والمودة مع الآخرين.
فهل تحاول دائما أن تهتم بالآخرين؟
- هل تشارك الناس جلساتهم وتترك لهم فرصة الحديث وتساهم فيما يتحدثون عنه؟
- هل أنت أكثر صفحا لأخطاء الغير وهل تدرك أنك لست معصوما عن الخطأ؟
- هل لديك كلمات طيبة مملوءة بالرفق واللين تريح محدثك؟
- هل تحسن الثناء والتشجيع؟
إذا كانت إجابتك على ما ورد "نعم" فأنت ببساطة متناهية صالح للصداقة، وأكثر من ذلك تعتبر صديقا مميزا، تقدّر كل علاقة، إيمانا منك بأن الإنسان لم يخلق لوحده ولا يمكن أن يعيش بمفرده بل يقاس بكثرة أصحابه، وأن الفقير هو من لا صديق له. لا تستطيع أن تكسب صديقا صدوقا ما لم تكن أنت صديقا صدوقا، وأتعس الناس من كان دون صديق وأتعس منه من كان له صديق وخسره.
لذلك قدر الصداقة أن لا تلزم بيتك منتظرا من يسعى إليك طالبا ودّك، بل أسعى أنت إليهم، تقدّم نحوهم بإقبالك واهتمامك وبشاشتك. وأعلم أن الناس ثلاثة: معرفة وصداقة وأخوة، فالمعرفة بين الناس كثيرة، وبين الأصدقاء عزيزة أما الأخ الصاحب فلمّا يوجد. هل تحرص على الحفاظ عليه؟